التساؤلات في رواية ( لعينيك حكاية )
بقلم :- فرح تركي
اختارت الروائية العراقية ” أسماء الحسن ” أن تختصر تسمية زمن الموت بكلمة أجمل منها الا وهي ٢٠٠٦ زمن الغياب وهي مفردة الطف مئات المرات مما كنا نعانيه و نعيشه في زمن القتل والطائفية التي مرت علينا في سنوات ٢٠٠٥ وما بعدها. كيف من الممكن ان يعيش الحب؟ يخلق الحب بين براثن الموت و الاغتيالات والانفجارات؟ هذه التساؤلات حاولت الحسن ان تجد لها اجوبة في روايتها لعينيك حكاية … والتي كتبتها باحساس حقيقي وواقعية دامغة لا يمكن الافلات منها أو الجزم بانها خيال سائر بنا الى حدث لم نعشه. الرواية تبدأ مع بطلتها “أساطير ” امراة منفصلة، بسبب الاحداث نستطيع ان تعلن أن عائلتها تفككت بسبب موجه الحرب الطائفية، قرر زوجها الهجرة وامتنعت عن مغادرة الوطن لذلك انفصلا، اختارت الوطن وابنتها على الغربة وضياع العمر. يبدو لها كل شيء عاديا الى ان تلتقي باعمار المهندس الذي طرح غرامه بين يديها على رغم من رفضها الدائم له ولفكرة الحب التي تراهن على الحب صفقة ليست رابحة أمرأة بذكاء عال وجمال طاغ ليحصل تقارب بينهما، في هذه القصة تمكنت الحسن من أضافة تفاصيل من خلال
حياة أساطير _عمار_ والأحداث التي تمثل التحديات التي يعيشها العراق بين براثن الحرب الطائفية والتفجيرات فمرة تذكر حياة أساطير عمار والأحداث التي تمثل التحديات التي يعيشها صديقتها المقربة التي متزوجة من رجل يمثل نفسه لا شريحة معينة، ليلتحق بفيصل كما ذكرت الحسن في الرواية، يقوده شخص يعرف بابو محمد الجولاني، الذي بثة ليكون يد خفية ازرع الرعب وتساهم في قتل الأبرياء من خلال تفخيخ السيارات في العاصمة بغداد وبين الاحياء الآمنة وبين الأبرياء الذين ليس لهم هموم سوى الاستمرار في حياة حتى لو كانت بأبسط مقاومتها أن اختيار الحسن هذه الرواية والتي كانت بنمط فصول تأخذ العتبة الأولى لها العنوان والتاريخ وتتشكل كما السيناريو كتب بلغة راقية وشاعرية مغموسة بالحزن من خلال مقاطع من قصائد اقتبستها الروائية، وهذه الفصول موثقة بدلالات زمانية ومكانية دقيقة حيث نجد التاريخ اليوم الشهر والسنة والوقت مع المكان كان يكون كاليري أساطير، ومرة أخرى يكون مطعم في بغداد مع اسمه وعنوانه وهذا الدلالات ما هي الا نقلة مصداقية ارتفعت بها قيمة الرواية التي تأخذ قارنها منذ الصفحات الأولى الى الاخيرة، بتشويق عال لما تمثله من واقعية ومن أسلوب حكاني يجعلك تقرأ وكانك ترى وتسمع بعينك كل ما قرأت وكل ذلك تم باستعانتها بكم ثقافي ادبي و اجتماعي جعلها كرسامة ترسم ملامحالشخصيات النفسية ببراعة قبل ان تجعلنا نستفهم عن أزيائهم طبائعهم وافكارهم الحسن كانت تريد ان تعلن ثيمتها بان “الحب موجود ”
في كل الظروف والاحداث ولكن يد البشر هي التي تختار مصيره كما الاختلاف فيما تبته فيد الانسان التي تقتل كما فعل قابيل لاخيه هي ذاتها التي تنشر البذور وتعمر الأرض ولكن المصدر هو القلب والعقل لتلك اليد الذي يقرر افعال صاحبها. الحب هو تدفق للمشاعر حقيقي وان عاندناه وهو نبض عال مهما تجاهلنا نبضه وحولنا تركيزنا عنه، لكن الموت هو حد فاصل في استمرايته وفي تحديد مصيره كما حدث للبطل “عمار” الذي قتل بسبب تمسكه بمبادئه مع اعداءه ودفع حياته الثمن ونزاهته وكان موقفه ذلك يتعارض ولتبقى ذكراه جمرة في قلب حبيبته أساطير التي تعد نموذج أسطوري الصبر العراقيات وترافة مشاعرهن وشموخين وصبرهن في تحدي الصعاب في زمن الغياب غياب الرجل الذي هو الحامي والشريك. الماخذ عن الرواية، سواء بقصد من الروائية أو لا، ظهور البطل وكانه دوما يبحث عن الأمان العاطفي في تعدد علاقاته رغم كونه متزوج، وقد يكون نموذج حقيقي نقلته الحسن ببراعة لكنه اصطدم بشموخ البطلة التي كانت ترى ان الحب ضعف وان المشاعر مغادرة مهما ترسخت وان الزمن كفيل بحل كل شيء هي مجموعة متضادات لما يفعله الانسان ويتكلم به عن الآخر وما يفعله واقعياً منساقاً وراء مشاعره.. وكل تجربة انسانية تحمل معنى عميق من المحتم ان تعرض للمجتمع باي صورة لان تجارب المرء خرائط للاخر في الزمن القادم وما ادرانا قد يكون زمن الغياب قصير وان كانت الحياة اقصر بسرعة مرورها.