في اليوم العالمي لحرية الصحافة ……. اين حريتنا؟

بقلم :-شمخي جبر
يسمونها السلطة الرابعة ،أو صاحبة الجلالة ،اذن هي ذات مكانه رفيعة ومهمة مادام لها مثل هذه القدسية والإجلال،لكن من يحترم الصحفي والإعلامي؟من يحترم حرية التعبير عن الرأي ومن يقدر المسؤولية التي يتحملها الإعلامي والدور الذي ينهض به.
وقد استبشر الناس بالتغيير في 9 نيسان 2003 واستبشر معهم الإعلاميين ،هذا التغير الذي نشر جناحيه فنشر معهما ألوية الحرية عالية ومبشرا بمباديء حقوق الإنسان التي كنا نسمع بها كما نسمع حكايات جداتنا.
إلا أن الأمر لم يكن سهلا كما توقعنا ،اذ خرجت علينا كل ثعابين وآفات الشر التي كان يخنقها قمقم الاستبداد،فكانت لها وحدها الحرية فتولغ في دماء العراقيين وفي المقدمة منهم الإعلاميين والنخب المثقفة الأخرى.
وفي العراق لاتوجد ضمانات للعمل الصحفي ، ولا اطر قانونية تحميه .. وهو يعمل في أخطر منطقة للعمل الاعلامي في العالم ..فضلا عن تعدد مراكز القوى والسلطة ، وتعدد الأحزاب والتيارات السياسية التي ينتقل التناوش الإعلامي بينها في بعض الأحيان الى تناوش مسلح وخصوصا تلك التي تمتلك ميليشيات.واذا كانت هناك الكثير من فرص العمل التي فتحت أمام الإعلاميين ،فقد فتحت الكثير نوافذ التهديد لحرية التعبير عن الرأي،فان كان الصحفي العامل في صحيفة حزبية مثلا يجد من يحميه ويعرف من يهدده ، فان الصحفي العامل في صحيفة مستقلة مهدد من جميع الأطراف ولا يجد من يحميه في ظل غياب دولة القانون والمؤسسات.وعادة ما يعاني الصحفي في كل دول العالم وخصوصا التي لا توفر حماية لحرية الرأي من قسوة القوانين وانتهاكات الأجهزة التنفيذية ،إلا أن الصحفي في العراق لا يخاف الأجهزة التنفيذية بقدر ما يخاف القوى الاجتماعية التي تضخمت سلطاتها فتجاوزت سلطة الدولة..
فكواتم الصوت حولت الموت من قطاع عام الى قطاع خاص … بل نحن لانعرف من يمارس القتل بالكاتم … لكننا قد ندعي معرفة من يمارسي التكميم وبخاصة خلال الممارسات الاحتجاجية التي تعرض خلالها الصحفيين الى شتى انواع الانتهاك ..
واذا كان العالم يحتفل باليوم العالمي لحرية الصحافة … فأن الصحفي العراقي يتلفت ذات اليمين وذات الشمال ليجد من يحمية في ظل فوضى سياسية عارمة واختراق مليشياتي لشتى المؤسسات فضلا عن الفساد والمفسدين الذين يوفرون الحماية لمنتهكي الحريات .. اذ يتحول الامر الى عملية تخادم بين صاحب الكاتم او حامله وبين من يمارس عملية تكميم الافواه .. اذا هناك حلف غير مقدس بين سدنة الموت وأعداء الحرية..
ولكن مع كل هذا تبقى نافذة الحلم مفتوحة نحو الحرية والكرامة الانسانية .

زر الذهاب إلى الأعلى