سينصرهم الله نصر عزيز مقتدر

 

بقلم  نداء العبدالله

في مشهد تاريخي يعيد للأمة شيئًا من هيبتها، تأتي الضربات الإيرانية الموجعة لإسرائيل كبرقٍ يقضّ مضاجع الغطرسة، وكصفعة قوية لمن ظن أن لا يد تردّ العدوان ولا قوة توقف الطغيان. وبين ركام الصمت الدولي ونفاق الحياد، تبرز تلك الضربات كنداء من السماء: “سينصرهم الله نصر عزيز مقتدر.”

لطالما مارست إسرائيل سياستها القمعية ضد الفلسطينيين بلا حساب، مستندة إلى دعم غير محدود من حلفاء لا يرون في دماء الأبرياء إلا أرقامًا على الشاشات. ولكن المعادلة بدأت تتغير. فها هي إيران، بخطوات مدروسة ودقة عسكرية مرعبة، تنفّذ ضربات خاطفة أربكت حسابات العدو، وأثبتت أن زمن “الردع الأحادي” قد ولّى، وأن اليد التي كانت ترتجف باتت تضرب بقوة وثقة.

ضربات إيران لم تكن فقط عسكرية، بل كانت نفسية ومعنوية أيضًا. إنها رسالة إلى العالم بأن هناك من ما زال يملك الإرادة والتحدي والقدرة على الرد، وأن القدس ليست وحدها، وأن الفلسطينيين ليسوا مجرد عناوين أخبار منسية. كانت الضربات بمثابة إعلان عن ولادة ميزان قوى جديد في المنطقة، ميزان لا يخضع لهيمنة الإعلام الغربي، ولا يرضخ لإملاءات الحلف الأطلسي.

ولأن الله وعد المستضعفين بالنصر، فإن كل طلقة مقاومة، وكل صاروخ دقيق، وكل نفس أبيّ، يدخل في قوله تعالى:

“وكان حقاً علينا نصر المؤمنين”.

ذلك النصر لا يُقاس بعدد القتلى ولا بحجم التدمير، بل يُقاس بهزة الكيان من الداخل، وتصدّع أسطورته التي صُنعت من وهم الإعلام، وارتباكه السياسي الذي لم يُخفِه صراخ قادته وتهديداتهم.

هذه الضربات كشفت هشاشة الداخل الإسرائيلي، وأظهرت أن التفوق التكنولوجي لا يصمد طويلاً أمام عقيدة راسخة وإيمان صادق بأن الأرض لا تُحرر إلا بالتضحية، وبأن للظالم يومًا، وللحق رجاله، وللقضية أوفياء لا يبدّلون.

إننا اليوم، في قلب الأحداث، نرددها بيقين: “سينصرهم الله نصر عزيز مقتدر”

فهو وعدٌ لا يخلفه الله، وإن تأخر زمنًا، لكنه يأتي في اللحظة التي يراها الله حكمة، وفي الشكل الذي يهزّ عروش الظالمين.

اللهم اجعل نصرًا بعد صبرنا، وعزة بعد ضعفنا، وكرامة بعد جراحنا، وحرية بعد طول احتلالنا.

زر الذهاب إلى الأعلى