صراحة وهدوء بعيداً عن الشعارات

صادق العلي
نعم البصرة بثرواتها النفطية والموانئ وموقعها الجغرافي مؤهلة نظرياً لأن تكون اقليماً ناجحاً ؛؛بل ان الكثيرين يرون انها احق من غيرها ؛؛لكن النجاح لا يقاس بالثروة وحدها بل بالبنية السياسية والاجتماعية التي تدير هذهِ الثروة
تجربة اقليم كردستان نجحت نسبياً لانها قامت على
1- قيادة سياسية محلية من ابناء الأقليم
2- مشروع سياسي واضح حتى مع الخلافات الداخلية
3-حد ادنى من وحدة القرار تجاه بغداد
4-تماسك اجتماعي نسبي وهوية جامعة
امازفي حالة البصرة فالتحديات حقيقية وخطيرة تعدد الأحزاب وتبعيتها اغلب القوى المؤثرة قرارها ليس بصرياً خالصاً بل مرتبط بمراكز نفوذ خارج المحافظة وهذا يفرغ الأقليم من مضمونه
لا يوجد مشروع بصري موحد مطالب متناقضة تستخدم كورقة صغط لا اكثر من كونهارؤية حكم
العشائرية السياسية
حين تتحول العشيرة من مكون اجتماعي الى لاعب سياسي مسلح وضاغط فأن اي تجربة حكم مؤسسي ستكون مهددة
التدخل الخارجي
البصرة بحكم موقعها وثروتها ساحة صراع مصالح اقليمية ودولية وهذا يجعل اي كيان اداري قوي هدفاً للتجاذب لا للأستقرار لذلك الأقليم في ظل هذهِ الظروف قد يتحول من فرصة انقاذ الى عبء جديد اذا اسس بلا
1- نخب بصرية مستقلة فعلاً
2- مؤسسات قوية وقانون نافذ
3- وعي شعبي يحاسب ولا يصفق
4- فصل واضح بين الأدارة والسياسة والسلاح

الخلاصة بصراحة
اقليم البصرة ممكن لكنهُ اليوم سابق لأوانه فمن دون اصلاح سياسي حقيقي وبناء قيادة بصرية نظيفة سيختلف الأسم ويبقى الخلل وقد تُكرر اخطاء المركز بشكل محلي اخطر
البصرة لا تحتاج شعار اقليم بقدر ما تحتاج مشروع دولة مصغرة داخل الدولة العراقية
عدالة ادارة وقرار بصري خالص

زر الذهاب إلى الأعلى