المسيحيون في البصرة ::غياب الأيقونة وخسارة الروح
بقلم صادق العلي
كانوا الأخوة المسيحين في البصرة شريحة اساسية من المدينة لا يمكن الحديث عن تاريخ البصرة الأجتماعي والثقافي دون التوقف عن حضورهم المؤثر فقد شكلوا في فترات سابقة ما يقارب ربع السكان وكانوا ايقونة حقيقية للمدينة في التجارة والتعليم والطب والفنون والحياة المدنية الهادئة التي عُرفت بها البصرة
لم يكن المسيحي في البصرة ضيفاً او اقلية بالمعنى الضيق بل شريكاً كاملاً في بناء المدينة وجزءً اصيلاً من ذاكرتها اليومية اسماء محالهم ومدارسهم واطبائهم ومثقفيهم ما زالت حاضرة في وجدان البصريين شاهدةرعلى زمن كانت فيها البصرة مدينة التنوع والتعابش والأحترام المتبادل اليوم ومع الأسف الشديد تقلص هذا الوجود الكبير الى ما يقارب 300 عائلة فقط رقم موجع لا يعبر عن تغيير اجتماعي فحسب بل خسارة روحية وثقافية وانسانية عميقة اخيراً ان حماية ما تبقى من هذا الوجود واجب وطني واخلاقي لأن المدن لا تقاس ببناياتها بل بقدرتها على احتضان كل ابنائها تحية لأخواننا المسيحيين في وطنهم العراق وفي كل بقاع الأرض ونتقدم لهم بمناسبة اعياد الميلاد بأحر التهاني واصدق الأمنيات وكل عام والجميع بألف خير





