كنيسة سيدة البشارة تحتضن فعاليات الملتقى الأول للسلام
العراق sky / عبد العزيز حسين علي
أقامت أبرشية البصرة الكلدانية منتصف شهر أيار الجاري الملتقى الأول للسلام بالتعاون مع منظمة أرض البشر الإيطالية TDH في قاعة كنسية سيدة البشارة وسط المدنية بحضور عدد من النشطاء والمهتمين في مجال التنوع والتعايش السلمي في المجتمع.
و شمل الملتقى تقديم مجموعة من الأوراق ، تضمنت في مجملها أبرز الجوانب المعبرة عن المبادئ الإنسانية الكفيلة بتعزيز التعايش السلمي في المجتمعات بحسب انطباع المتحدثين ، حيث استهل في طرح أولى الأوراق ( الخور أسقف عماد عزيز البنا ) الذي استعرض في كلمته بعضا من الأساسيات الصحيحة التي ينبغي أن تبنى على اثرها طبيعة العلاقات بين الأفراد المنتمين الى أديان و قوميات مختلفة ضمن المجتمع الواحد ، بما يضمن إشاعة المحبة والتسامح.
فيما عرج (الاستاذ الدكتور عبد الكريم عبود عودة) على جوانب مشرقة من تاريخ المدينة و ماضيها عند بدايات القرن العشرين و ما كانت تتميز به البصرة من التنوع الديني والعرقي والثقافي الكبير في تلك الحقبة مؤكدا على الأهمية الكبيرة لوجود يوم عالمي للسلام يذكر البشر دائما بانسايتهم وفطرتهم البشرية المسالمة إزاء ما يحدث اليوم من حروب ودمار وصراع بين الدول والجماعات.
فيما أكد ( الكاهن في ابرشية البصرة آرام صباح بانو ) في كلمته على ضرورة وجود حالة من العدالة الاجتماعية الحقيقة تمحو الظلم و التهميش والإقصاء لبعض الفئات وذلك لغرض تحفيز أفراد المجتمع نحو محبة و تقبل الآخرين بمشاعر صادقة الامر الذي يؤدي حتما الى بناء سلام حقيقي يعزيز الأمن و الاستقرار في المجتمع ويجعل من أفراده ضمن دائرة الفاعلية والرفاهية والعطاء.
وتحدث الشيخ عباس الفضلي رئيس مجلس عشائر ومكونات البصرة في كلمته عن دور الأسرة والمناهج التربوي في بناء شخصية الإنسان، فضلا عن أهمية الاستقرار السياسي والاقتصادي في تحقيق التنمية والتقدم الإيجابي في المجتمع وهذا أبرز ما يحتاجه البلد اليوم.
وشكرت السيدة سندس لطيف ممثلة الديانة المندائية القائمين على تنظيم الملتقى مشيرة إلى أهمية هذه النشاطات في إيجاد مناخ حي للحوار وتبادل الأفكار والتواصل بين أطياف المجتمع.
فيما تحدثت الباحثة في مجال التنوع هند عبد الفتاح عن تجربتها العملية في إكتشاف مدى استعداد بعض الفئات لتقبل حالة التنوع والتعايش مع الآخرين في المجتمع ، مؤكدة على ضرورة تعزيز الوعي الثقافي العام بهذا الخصوص لتفادي مخاطر العنف.
وتقدم مدير مشروع العمل م اجل حقك في المنظمة السيد تيبو بالشكر إلى ابرشية البصرة والحاضرين على نجاح الملتقى مؤكدا إلى أن التعايش عبارة عن سلوك واقعي يقوم به الأفراد.
واختتمت فعاليات الملتقى بتقديم مجموعة من المقطوعات الموسيقية التراثية فضلا عن التراميم الدينية ، كما شهدت أيضا معرضا تشكيليا تضمن مجموعة من اللوحات الفنية التي تناولت مجموعة من المواضيع المحاكية للمحبة والسلام.