المُسيّرات وسياسة الانكار المعقول “Plausible Deniability)”!؟ حرب متعددة الزعانف …

 

بقلم :- عمر الناصر

اصبحت المُسيرات زائر ثقيل غير مرغوب فيه وغير مرحب به داخل الحدود الادارية لاقليم كوردستان، وربما سيستمر تحليقها هناك اذا حاولت احدى الاطراف الاستقواء بالعامل الدولي، او خرق وتجاوز الخطوط الحمراء والسيادة الاقتصادية للعراق او لبعض الدول في المنطقة كما يراها البعض ، بل هي اشارة وتحذير جاد من الجهات التي تقف خلفها بانها قادرة على الوصول الى اي نقطة في عمق الجغرافية السياسية للشرق الاوسط وفي اي توقيت ممكن استناداً لنظرية “السبب والنتيجة Cause and effect ” ، مما يدعوا لتفسير هذه الهجمات على انها رسالة مزدوجة اولها لأربيل “بانها ليست محصنة ”، وثانيها لواشنطن بأن “قواعدها ليست آمنة” ، فالمعطيات الميدانية تشير إلى أن بعض هذه الاستهدافات تنفذ من قبل اطراف تتبع سياسة “ الانكار المعقول ”، والهدف هنا يتجاوز أربيل برسالة مفادها أن أي تقارب استراتيجي بين الإقليم وبعض الفواعل الدولية والاقليمية ستكون له كلفة عالية باهضة الثمن سيؤثر بنهاية المطاف على تواجد شركات الاستثمارات النفطية الاجنبية مثل DNO ASA النرويجية وشركة Genel Energy (بريطانية – تركية ) او شركة HKN Energy (الأمريكية ) وشركة Chevron الأمريكية التي انسحبت بسبب تصاعد التوترات الامنية .

 

من الواضح هنالك جهات دولية واقليمية لن تسمح بانفراد اقليم كوردستان بتصدير النفط بطريقة مستقلة بعيداً عن الحكومة الاتحادية، لاسباب عدة منها الخوف من استغلال بعض الجهات الخارجية لحالة عدم التنسيق والخلافات بين بغداد واربيل لاجل الاصطياد بالماء العكر مستغلة حالة الارباك لاجل ايصال النفط الى اسرائيل، لذا فأن هذه الهجمات ربما يفسرها البعض على انها رد فعل طبيعي نوعي نتيجة تطوّر التنسيق الأمني الاخير والمشترك بين الإقليم والقوات الأمريكية والتركية ، والتي يصف البعض الاخر ان الهجمات جاءت رداً على التقارب بين اربيل وانقرة ، تعزيزاً لنجاح انقرة-اوجلان على نزع سلاح حزب العمال الكوردستاني “ PKK“ ، وعليه بالامكان توصيف سلسلة الاستهدافات الأخيرة على حقول النفط بأنها غير “حوادث معزولة” بل انها جزء من معركة معقدة تحمل ابعاد ورسائل ضغط سياسية نارية “متعددة الزعانف”، ومختلفة الابعاد والدلالات تؤكد ان هنالك عملية امتعاض وانزعاج تندرجان ضمن التوازنات الدولية والاقليمية والتي ستزيد من التنافس الإيراني – الأمريكي داخل العراق.

انتهى //

خارج النص // بعض الاطراف تحاول التلويح بسياسة الترويض لإعادة الإقليم “لبيت الطاعة ”، لمنع أي محاولة للانفراد بالقرار الاقتصادي أو الأمني.

زر الذهاب إلى الأعلى