النقد الادبي.. وما هي الغاية منه
فرح تركي
اللهم اني اعوذ بك من علم لا ينفع، وماذا لو كان النقد الادبي هو علم لا يمكننا الانتفاع به، فمثلا هو لا يصل الى مكانة الكيمياء في حياتنا وما انتجته بتفاعلاتها من ادوية وصناعات جمعت بين التميز الحاصل بين تحولات المادة وبين النتائج في الفيزياء والتي لا تحول نتيجة التفاعلات الا بشكل او قوام او حجم، فمثلا البيض الذي يسلق يختلف عن البيض قبل السلق فهذا تغير.. كيميائيّ.
او خلطة الكيكة لاننا نحصل على منتج جديد. ولكن ماذا لو اننا اكلنا الكيكة دون ان نعرف هذه المعلومات فبالنتيجة نحن نحصل على طعام لذيذ.. دون معرفتنا ماهية تحولاته او طريقة تفاعلاته ليصل الى ايدينا بفرح ونعمة..
ان النقد الادبي هو بمثابة التقييم الذي وجد لاعطاء صورة نهائية لاي جهد يقدمه اي انسان او اي عمل مؤسساتي او جماعي، ربما لم تكن فطرة الانسان قائمة على نقد الاشياء بقدر رغبته في فهم الاشياء، وهذا ينبع من طرحه للاسئلة.. فالسؤال اضاءة لعتمة الجهل وبوابة للنور ولتجلي الغموض، فلو اني كتبت نقد او قراءة عن اي عمل ادبي او رواية او قصيدة او قصة، فاني اقيمه واشيد او بما قدمه صاحبه، نحن نضع علامات فارقة لكل عمل انساني، يوضع الافكار الانسانية النبيلة على رأس الهرم في الوقت الذي نزدحم بالتطور التكنولوجي من جهة ومن بشاعة الخروقات الانسانية من جهة اخرى وهذه هي ابشع مراحل ضحالة البشرية التي تمثلت في كوراث الطغاة وفي تفشي الظلم وغياب الحقوق، قد تعرض اي مادة ادبية مسالة تاريخية توثيقة وهي بحالة من الحالات تحسب كانها خريطة معرفية للأجيال القادمة في زمن من السهل تركيب فديوهات وتزيف الحقائق اكثر من ازمنة غابرة ورثنا منها تاريخ مشكوك في تفاصيل معينة فيه تجعلنا نقف ولا نصدق في الكثير..
ان كل ما يقدمه العقل البشري من علوم، هي من الهام الله الخالق المبدع، ملهم العرب والعجم.. وعلينا اخذه بنظرة اعتبار مهمة وموقف حيادي دون تزمت او تعصب..