أمسية أدبية في اتحاد أدباء وكتاب البصرة تناقش أثر الاتجاهات العقلية في التأسيس للفلسفة الإسلامية
البصرة – علي سلمان العقابي
شهد فرع اتحاد الأدباء والكتّاب في البصرة جلسة أدبية وفكرية حملت عنوان: “أثر الاتجاهات العقلية في البصرة في التأسيس للفلسفة الإسلامية. المعتزلة وإخوان الصفا أنموذجاً”، نظمها منتدى الفلسفة في الفرع، وادار الجلسة الباحث في الفلسفة حازم رعد، بحضور جمع من الأكاديميين والمثقفين والمهتمين بالشأن الفكري والفلسفي إضافة الى رئيس الفرع، السبت 23/ من أب/ الحالي على قاعة مقر الاتحاد وسط البصرة.
وتناول النقاش دور البصرة، كمدينة فكرية وحاضرة ثقافية، في تشكيل الملامح الأولى للفكر الإسلامي الفلسفي، وخاصة ما يتعلق بالتيارات العقلية.
تحدث في الأمسية كل من:
الدكتور عقيل صادق، أستاذ الفلسفة في جامعة البصرة، والذي تناول بحدثة مدرسة المعتزلة بوصفها من أبرز التيارات العقلية التي نشأت في المدينة، مبيناً تأثيرها العميق في تطوير الفكر الكلامي والجدل العقلي.
اما الدكتور طه العامري، أستاذ الفلسفة في جامعة البصرة، الذي توقف عند تجربة إخوان الصفا، وما مثلته من مشروع فلسفي – علمي جامع جمع بين الفكر العقلي والروحانية، مؤكداً على أهمية إعادة قراءة هذه التجارب في ضوء احتياجات الحاضر.
الأمسية جاءت في سياق نشاطات الاتحاد الرامية إلى استحضار الإرث الفلسفي والفكري للبصرة، والتأكيد على دورها التاريخي في رفد الحضارة الإسلامية بأفكار عقلانية رائدة.
وبين المتحدثان أهمية البصرة كمركز فكري وديني وثقافي يعبر عن طبيعتها الاجتماعية.
ويذكر ان المعتزلة: تيار فكري – كلامي ظهر في البصرة في بدايات القرن الثاني الهجري. اعتمد على العقل كمرجعية أساسية في تفسير العقيدة الإسلامية. ورفع شعار “العدل والتوحيد”، وجعل الحرية الإنسانية أساساً للمسؤولية. اهتموا بقضايا مثل خلق القرآن، حرية الإرادة، ومسؤولية الإنسان عن أفعاله. يعدّ واصل بن عطاء (ت 131هـ) من أبرز مؤسسي هذا الاتجاه.
اما إخوان الصفا: فهم جماعة فكرية سرية ظهرت في البصرة خلال القرن الرابع الهجري. تركوا موسوعة فكرية ضخمة تُعرف بـ “رسائل إخوان الصفا” (52 رسالة). جمعوا بين الفلسفة اليونانية والحكمة الشرقية والفكر الإسلامي. سعوا إلى إصلاح المجتمع عبر تربية النفس وتزكية الروح، مؤمنين بترابط العلم والدين والفلسفة. كان هدفهم بناء مجتمع فاضل يجمع بين العقلانية والإيمان الروحي.





